منذ قرونٍ عدة والنساء في المغرب يتوارثن السرّ الكامن وراء المحافظة على الجمال وسحره، ذلك السرّ المكنون في قلب الطبيعة الخلابة التي يتميز بها المغرب عن سائر بقاع العالم، فمن الطبيعة استطعن اكتشاف عدد لا محدود من الوصفات التي جعلت منهن يحافظن على رونق الجمال ودوام النضارة.
ولعل حكاية زيت الأركان هي الأكثر تشويقًا في القصة المغربية، فقد حبا الله هذه البقعة بهذه النبتة دون سواها في كل المعمورة، فهي لا تنبت إلا في المغرب منذ ملايين السنين؛ ما جعل زيتها من أغلى الزيوت الطبيعية في العالم؛ ودفع شركات التجميل العالمية وخصوصًا الفرنسية تتهافت على هذا الزيت لاستغلاله في منتجات التجميل. وتاريخيًا كان العشّاب العربي ابن البيطار الأندلسي أول المراجع العلمية التي أشارت إلى وجود شجرة أركان، وذلك في مصنفه «المفتي في الأدوية المفردة» الذي وضعه في القرن الميلادي الثالث عشر.
ويُستخرَج زيت الأركان من ثمار شجرة الأرغان وهي من الأشجار الأصلية التي تُزرَع في المغرب، وله فوائد غذائية وصحية وجمالية؛ حيث يملك خصائص شفائية وعلاجية عالية، ومن أبرز فوائده التجميلية أنه مرطب للبشرة ومنعم للجلد ويعالج التشققات والخشونة ويعيد نضارة البشرة ويؤخر ظهور التجاعيد، إلى جانب كونه منظفًا للبشرة ويمنحها النعومة واللمعان ويقضي على حبّ الشباب.
ولزيت الأركان فوائدُ أخرى تكشف عن المزيد من أسرار الجمال المغربي الساحر، فهو يخفي الندوب وآثار الحروق والجروح، كما يجنب المرأة الحامل ظهور خطوط الحمل في منطقة البطن، وأكثر من ذلك فإنه محفز جيد للوظائف الحيوية الخاصة بخلايا البشرة، لتبقى لزيت الأركان قصة متواصلة بلا نهاية.